|

أعلن مصدر عسكري في النظام السوري تعرض نقاط بريف دمشق الغربي لقصف إسرائيلي في وقت متأخر من مساء الخميس مخلفة بعض الأضرار المادية. في تطور آخر أعلن مسؤولون فيما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تهيمن عليها الوحدات الكردية- تضييق الخناق على أحياء تسيطر عليها قوات النظام في مدينتي القامشلي والحسكة شمال شرق سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر العسكري قوله إن “العدو الإسرائيلي” نفذ القصف الصاروخي من اتجاه شمال الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى أن وسائط الدفاع الجوي تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها.

وقال سكان محليون في مناطق ريف دمشق الجنوبي الغربي لوكالة الأنباء الألمانية إن عدة انفجارات سمعت على أطراف مدينة قطنا على بعد 20 كلم جنوب غرب العاصمة دمشق، وسبقها تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي.

وفي الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، شملت مواقع لجيش النظام السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن وتيرتها باتت متسارعة في الأسابيع الأخيرة.

وفي مارس/ آذار الماضي خلف هجوم إسرائيلي على محيط العاصمة السورية دمشق قتيلين مدنيين، وبعض الأضرار المادية.

وقتل 3 جنود سوريين في 24 فبراير/شباط في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق في محيط دمشق، وفي الشهر ذاته سجلت 4 هجمات جوية إسرائيلية داخل سوريا.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتشهد سوريا نزاعا مسلحا منذ عام 2011 بعد أن قمع النظام السوري مظاهرات طالبت برحيله، وتسبّب النزاع بمقتل نحو نصف مليون شخص بحسب أرقام أممية ورسمية، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير نحو نصف السكان (البالغ عددهم زهاء 23 مليونا) داخل البلاد وخارجها.

وحدات الحماية الكردية تتقدم بالحسكة وتحاصر قوات النظام (الجزيرة-أرشيف)

الوحدات الكردية وحصار النظام

في غضون ذلك، قال مسؤولون مما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي يقودها ويهمين عليها وحدات حماية الشعب الكردية- وآخرون من النظام السوري إن القوات التي تقودها الوحدات الكردية وتدعمها الولايات المتحدة تضيق الخناق على أحياء خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينتي القامشلي والحسكة التي يسيطر على معظمها الوحدات الكردية في شمال شرق البلاد.

وقالت “قوات سوريا الديمقراطية” إنها سيطرت على نحو 10 مكاتب حكومية، من بينها ما يختص بالتمويل المحلي والحبوب والتعليم في منطقة في قلب مدينة القامشلي. كما منعت تلك القوات لليوم السادس على التوالي دخول القمح والوقود لمنطقة أخرى في مدينة الحسكة تخضع لسيطرة قوات النظام السوري.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهدين إن “قوات سوريا الديمقراطية” أغلقت أيضا طريقا سريعا يؤدي لمطار القامشلي الذي يديره النظام السوري. وألقت الوحدات الكردية بمسؤولية الأزمة على نظام دمشق لمحاصرته حي الشيخ مقصود الذي تقطنه أغلبية كردية في مدينة حلب شمال البلاد منذ بداية الشهر، حيث يعيش في المنطقة ما يزيد على 200 ألف أغلبهم أكراد.

وأخفقت محادثات بوساطة روسية يوم الثلاثاء في نزع فتيل الأزمة، إذ أصرت وحدات حماية الشعب الكردية على أن يرفع جيش النظام السوري القيود التي منعت شاحنات تحمل الأغذية والطحين إلى الجيب الواقع في حلب أولا.

وعززت القوات الروسية من وجودها العسكري في المنطقة التي ينتج فيها أغلب النفط والقمح السوري، بعد أن دفعت تهديدات تركية وحدات حماية الشعب الكردية لطلب المساعدة من روسيا لتعزيز الجبهات الأمامية مع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية مدعومة من تركيا.

واتهم مسؤولون في النظام السوري “قوات سوريا الديمقراطية” بتجويع السكان. وقال محافظ الحسكة غسان خليل لوسائل إعلام رسمية إن قوات سوريا الديمقراطية “تمنع دخول الطحين والمواد الغذائية والمحروقات التي تشغل المخابز، وهذا الأمر يؤرق المواطنين في المحافظة ويزيد الضغوط عليهم في هذه الظروف الصعبة”.

واستمرت علاقة تحالف تكتيكي بين وحدات حماية الشعب الكردية والنظام السوري على مدى سنوات، كما ربطتهما صلات تجارية مربحة تتعلق بالنفط.

واتهم نظام الأسد وحدات حماية الشعب الكردية على مدى العامين المنصرمين بالخيانة وبمساعدة واشنطن على وضع يدها على إنتاج النفط والقمح السوريين. كما تتهم دمشق الوحدات الكردية بإضمار طموحات انفصالية وهو ما تنفيه وحدات حماية الشعب.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.