وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كوريا الجنوبية في مستهل أول جولة آسيوية له منذ توليه منصبه فيما يخشى من تجربة نووية قد تجريها كوريا الشمالية بالمناسبة، على أن يتوجه بعدها إلى طوكيو حيث يشارك في القمة الإقليمية للتحالف الرباعي (كواد) الذي يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.

وقال مسؤول أميركي إن الرئيس جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول سيناقشان التعاون النووي والخطر الذي تمثله كوريا الشمالية خلال اجتماعهما الثنائي الأول اليوم السبت.

وأضاف المسؤول الكبير في إدارة بايدن أن واشنطن مستعدة للدبلوماسية مع كوريا الشمالية ومستعدة للعمل مع دول أخرى في المنطقة للمساعدة في قضايا منها وضع جائحة كوفيد-19 “الخطير للغاية” في البلاد.

ومن قاعدة أوسان الجوية التي هبطت طائرته فيها أمس، توجّه بايدن إلى مصنع لأشباه الموصلات تابع لشركة سامسونغ الكورية الجنوبية العملاقة في بيونغتايك في جنوب سيول مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول الذي تولى المنصب في مايو/آيار.

وقال بايدن في أول تصريحات له بعد وصوله إن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية “أحد أعمدة السلام والاستقرار والازدهار” في العالم.

مصنع سامسونغ

ولم يكن اختيار مصنع سامسونغ ليكون أول محطة في رحلته اعتباطيا، فالتزود بأشباه الموصلات الأساسية في صناعة معظم الأجهزة الحديثة من الهواتف إلى السيارات والأسلحة عالية التقنية، يشهد نقصا ضمن التباطؤ العام لسلاسل الإمداد العالمية الذي يهدد بتقويض التعافي الاقتصادي من وباء كوفيد.

وشدد بايدن على ضرورة أن تعمل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من أجل “الحفاظ على مرونة سلاسل إمدادنا وموثوقيتها وسلامتها”.

من جانبه، أشار الرئيس يون إلى أن كوريا الجنوبية توفر حوالي 70 بالمئة من إنتاج العالم من أشباه الموصلات.

كما اعتبر أن زيارة بايدن يمكن أن تساعد البلدين في تشكيل “تحالف اقتصادي وأمني جديد يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والتعاون فيما يتعلق بسلاسل الإمداد”.

تحالف رباعي

وبعد سيول، يتوجه الرئيس الأميركي الأحد إلى طوكيو حيث يشارك في القمة الإقليمية للتحالف الرباعي (كواد) الذي يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.

وترفض نيودلهي حتى الآن التنديد بهجوم موسكو على الدولة المجاورة وقاومت المحاولات لضمها إلى التحرك الدولي ضد روسيا.

والتحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد) الذي يضم واشنطن وطوكيو وكانبيرا ونيودلهي متحد لتشكيل قوة مضادة لنفوذ الصين الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويجتمع تحالف “كواد” في وقت يحذّر العديدون بأن بكين تراقب عن كثب الرد الدولي على غزو أوكرانيا وتدرس خياراتها من أجل “إعادة توحيد” تايوان مع البر الصيني.

وقد تطغى على القمة مسألة كوريا الشمالية في وقت تفيد واشنطن أنها تعدّ لعمليات إطلاق صواريخ جديدة وربما كذلك لتجربة نووية.

مخاوف يابانية

كما تبدي اليابان مخاوف من الوجود الصيني حول جزر متنازع عليها بين البلدين، فيما تتكثف المحادثات حول سبل الرد على التهديدات الصينية لتايوان.

وأجرى وزير الخارجية الياباني الأربعاء محادثات لأول مرة منذ ستة أشهر مع نظيره الصيني داعيا بكين إلى لعب “دور مسؤول” على الساحة الدولية.

من جانبها، حذرت بكين من أن المعلومات التي تفيد بأن واشنطن وطوكيو “ستوحدان قواهما” ضد الصين، تنعكس سلبياً على الأجواء.

وأوضح مستشار الأمن القومي جايك ساليفان من على متن طائرة “إير فورس وان” أنّ الولايات المتحدة تريد “تأكيد صورة ما يمكن أن يكون عليه العالم إذا اجتمعت الديمقراطيات والمجتمعات المنفتحة لإملاء قواعد العمل (وفق) حس القيادة” الأميركي.

وتابع “نعتبر أن هذه الرسالة ستصل إلى بكين. لكنها ليست رسالة سلبية وليست موجهة إلى دولة واحدة”. كذلك، ستكون الصين وتايوان في الواجهة.

استفزاز كوري شمالي

وتتوقع سيول وواشنطن أن تستأنف بيونغ يانغ التجارب النووية على الفور، بعد أن أجرت ست تجارب بين عامي 2006 و2017.

وأكدت إدارة بايدن قبل مغادرته واشنطن، أنه وفقاً للمخابرات الأميركية هناك “احتمال حقيقي” بأن تقوم كوريا الشمالية بعمل “استفزازي” بعد وصول جو بايدن إلى سيول.

وقال ساليفان إن ذلك قد يعني “تجارب صاروخية جديدة، تجارب صواريخ بعيدة المدى أو تجربة نووية، أو كليهما” قبل أو أثناء أو بعد جولة بايدن.

كذلك أكد جايك ساليفان أن إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية سيؤدي إلى “تعديلات في وضع قواتنا المسلحة في المنطقة”، لكنه نفى أن يُنظر إلى مثل هذا الحدث على أنه انتكاسة لدبلوماسية جو بايدن.

وستكشف الولايات المتحدة مبادرة تُعرف باسم “الإطار الاقتصادي لمنطقة الهندي والهادئ”، وهو تجمع تجاري جديد يعتبر وسيلة لإقامة سلاسل إمداد بدون الصين.

وتأتي هذه المبادرة الجديدة بعد انسحاب واشنطن المفاجئ عام 2017 من “الشراكة عبر المحيط الهادئ” التي تضم دولا من آسيا والمحيط الهادئ والقارة الأميركية.

غير أن أي موقف مشترك قد يصطدم بخلافات مع الهند، الدولة الوحيدة في تحالف كواد التي امتنعت حتى الآن عن التنديد بموسكو بعد شن هجومها على أوكرانيا، لا بل زادت وارداتها النفطية من روسيا رغم الانتقادات.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.