|

دافع المستشار الألماني أولاف شولتز عن اليونان في مواجهة “التهديدات التركية” التي تتعرض لها في إطار النزاع حول جزر يونانية شرقي البحر المتوسط.

وقال شولتز لصحيفة “تا نيا” اليونانية في تصريحات تم نشرت الخميس، قبيل لقائه المنتظر اليوم مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس “ليس مقبولا أن يشكك أحد الشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في سيادة الآخر”.

يُشار إلى أن تركيا تشكك في سيادة أثينا على عدد من الجزر اليونانية، في بحر إيجه أحد فروع المتوسط. كما أن الوضع في بحر إيجه بين الدولتين، عضوي الناتو، متوتر للغاية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد اليونان خلال الأسابيع الماضية بصورة متكررة، بعبارة “سنأتي ذات ليلة على حين غرة” وذلك بعدما احتجت أنقرة رسميا على انتشار عسكري يوناني بجزيرتين في بحر إيجه.

وعاد شولتز مناشدا البلدين حل النزاع بالحوار، فـ “علاقات الجوار الجيدة بين اليونان وتركيا لها أهميتها، ليس لهما فقط ولكن لأوروبا بأسرها”. وأضاف أن حكومته تعمل حاليا على أن يتم حل القضايا العالقة بين البلدين في إطار الحوار “وعلى أساس القانون الدولي”.

وعرض المستشار الألماني الوساطة في هذا النزاع، وقال “هدفنا المشترك يتمثل في أنه يجب أن تكون رؤيتنا هي استغلال الإمكانات الاقتصادية الكاملة، لمنطقة شرق المتوسط، لمصلحة جميع الدول.. إذا تم النظر لذلك من قبل الأطراف المشاركة على أنه أمر مفيد، فيمكن لألمانيا حينئذ أن تتدخل في الأمر”.

موقف أنقرة

ونددت تركيا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بانتشار آليات مدرعة بجزيرة ساموس الواقعة على مسافة 1.3 كيلومتر من سواحلها، وجزيرة ليسبوس التي تبعد عنها أيضا 15 كيلومترا.

ووقتها، اتهم الرئيس أردوغان اليونان بـ “احتلال” جزر في بحر إيجه كانت قد ضمتها اليونان إليها بعد سقوط الدولة العثمانية، لكن لا يمكن للجنود اليونانيين التمركز فيها، محذرا من أن الجيش التركي قد “يصل بين ليلة وضحاها ويفعل ما هو ضروري” لفرض احترام هذا الوضع.

أردوغان هدد اليونان عدة مرات مؤخرا على خلفية قضية الخلاف على الجزر (رويترز)

وأوضح أردوغان أنه ليس هناك مجال لمقارنة وضع تركيا بالناتو مع وضع اليونان، لأن الجيش التركي ضمن الأوائل الخمسة في الحلف، سواء من حيث النفقات التي تدفعها أو القوات البرية والقوة التي تمنحها.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء اليوناني أن بلاده “مستعدة لمواجهة” أي تهديد لسيادتها.

تاريخ الخلاف على جزر إيجه

  • منحت اتفاقيتا لوزان عام 1923 وباريس عام 1947 اليونان سيادة على الجزر التي يبلغ عددها 12 جزيرة، وهي تبعد عن البر التركي مسافة لا تتجاوز 6 إلى 8 كيلومترات، بشرط تعهد أثينا بعدم تسليحها.
  • خلال محادثات اتفاقية لوزان، أصرّت تركيا على عدم تسليح اليونان لتلك الجزر، بهدف منع أثينا من التفكير بمهاجمة الأراضي التركية أو تشكيل أي تهديد لها. وبموجب اتفاقية باريس عام 1947، تم تسليم الجزر التي كانت تحت سيطرة إيطاليا مجددا إلى اليونان رسميا، علما بأن تركيا لم تكن واحدة من الأطراف الموقّعة على الاتفاقية.
  • في هذه الأثناء، تدخل الاتحاد السوفياتي (السابق) وطالب بإصرار عدم تسليح اليونان لجزر بحر إيجه، وامتناع أثينا عن تأسيس أي قاعدة عسكرية فيها. وبرر موقفه هذا بسعيه لتوفير أمن السفن السوفياتية الحربية أثناء عبورها هذا البحر.
  • التزمت اليونان بتعهداتها حيال إبقاء الجزر منزوعة السلاح إلى حين نشوب صراعات بجزيرة قبرص عامي 1963 و1964، عندما أطلقت تركيا ما سمتها عملية “السلام العسكرية” في قبرص (أبريل/نيسان 1974) بغية حماية الأتراك من الهجمات التي كانوا يتعرضون لها، فبدأت أثينا بتسليح الجزر بداعي وجود تهديد حقيقي من الجانب التركي على سلامة أراضيها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.