تكرر الهجوم على الحكم الإسباني ماتيو لاهوز “المثير للجدل” الذي تعرّض لهجوم كبير في مونديال قطر وخصوصا من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن هذه المرة جاء الهجوم من الدوري الإسباني بعد أن “أفسد” ديربي برشلونة وفالنسيا الذي انتهى بالتعادل 1-1.

وبعد أن وزّع لاهوز 16 بطاقة صفراء في مباراة الأرجنتين وهولندا في ربع نهائي كأس العالم بقطر، أشهر 17 بطاقة -منها 15 صفراء وبطاقتان حمراوان لتحذير مزدوج- في مباراة برشلونة وإسبانيول أمس السبت، مما أثار سخطا كبيرا عليه من الفريقين.

وكانت الصيحات الرئيسية للجماهير في ملعب كامب نو موجهة للحكم “اخرج.. اخرج”، وغيرها من الصيحات القوية والهجومية وخاصة بعد النصف ساعة الأولى، وازدادت في الجزء الأخير من الديربي.

وقد طرد لاهوز اللاعبين جوردي ألبا (برشلونة) وفينيسيوس سوزا (فالنسيا) بعد حصولهما على الإنذار الثاني، إضافة إلى أنه أنذر 6 لاعبين من كل فريق، كما أنذر تشافي مدرب برشلونة من مقاعد البدلاء.

ولم يشفع لتشافي إشادته بلاهوز في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، بل نال الإنذار هو الآخر، والسبب الذي دون في تقرير المباراة هو “الاحتجاج على قراراتي”.

ميسي ولاهوز

وبنفس طريقة إدارته ديربي برشلونة تقريبا، “أفسد” لاهوز مواجهة الأرجنتين وهولندا في المونديال، لتنهال عليه الاعتراضات من جميع لاعبي منتخب الأرجنتين، وفي مقدمتهم ميسي الذي وجّه اللوم للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتعيين حكم بهذا المستوى لإدارة مباراة كبيرة في ربع نهائي المونديال.

وأكدت لجنة حكام الفيفا أن اعتراضات الأرجنتينيين وعدم رضا حتى الهولنديين كانت على حق، وأن قراراته “أفسدت” المباراة، مما أدى إلى عودته فورا إلى إسبانيا رغم أنه كان من المقرر أن يستمر حتى نهاية المونديال.

وبدا ميسي غاضبا بعد نهاية المباراة التي حسمتها ركلات الترجيح لصالح الأرجنتين، ووجه انتقادات لاذعة للاهوز الذي وزع 16 بطاقة صفراء خلال المباراة، وقال “لا أريد أن أقيم أو أعقب على أداء الحكام، لكن لا أعتقد أن القرارات كانت أحيانا لصالحنا، وإنما كانت تضرنا في بعض الأحيان، عانينا منها الكثير، كانت المباراة عموما قاسية وكان من الممكن أن تقصينا هذه المباراة من المونديال، ولكن هذا لم يحدث”.

وأضاف ميسي “يجب أن نقول إن الحكم لا يمكن الحديث إليه ونكون صريحين في حديثنا معه، ولكن الناس شاهدوا ما حدث، قبل المباراة كنا متخوفين لأننا كنا نعرف ما سيحدث، و(الاتحاد الدولي) فيفا يجب أن يهتم بهذا ولا يعين حكما مثله لقيادة مباراة بهذه الأهمية، الحكم يجب ألا يكون بهذا المستوى”.

وبالفعل، تحققت أمنية ميسي وتم استبعاد الحكم من كأس العالم، وعاد لبلاده في اليوم التالي مباشرة.

لاهوز يتحدث مع ميسي خلال مباراة الأرجنتين وهولندا (رويترز)

مشكلة لاهوز

وبصفتي حكما دوليا سابقا، أرى أن لاهوز رغم تحكيمه في أحد أقوى الدوريات الأوروبية، يعاني من بعض الآفات التحكيمية التي توقعه في تلك الأزمات، وهي باختصار كالتالي:

  • حب الظهور وتنجيم نفسه

حيث يميل الحكم لحب الظهور في المباراة وإقحام نفسه في الأحداث بل صناعتها أحيانا في محاولة لإظهار نجوميته، وهذه آفة خطيرة لأي حكم، إذ إن هناك قاعدة تحكيمية متعارفا عليها في هذا الوسط، وهي أن الحكم الأفضل هو الذي لا يشعر به أحد في الملعب.

  • الإفراط في الكروت بحثا عن الشخصية القوية

لو تابعنا لاهوز في معظم مبارياته، نجده يفرط في الكروت الصفراء وهي ما يورطه في الكروت الحمراء كما حدث في ديربي برشلونة، والدافع لسيل إنذاراته هو إظهار أنه قوي الشخصية، وهذا خطأ كبير، فالحكم القوي الشخصية هو الذي لا يتجرأ عليه اللاعبون كما يحدث معه دائما.

Copa del Rey - Semi Final First Leg - FC Barcelona v Real Madrid
لاهوز ينذر راموس بطريقة غريبة في الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد (رويترز-أرشيف)
  • كثرة الكلام مع اللاعبين والمدربين

يكثر لاهوز الكلام مع اللاعبين والمدربين، وذلك يقلل هيبته في الملعب ويضيع الوقت، ودائما ما تكون التعليمات للحكام بالتقليل من الكلام قدر الإمكان والاكتفاء بالصافرة والكروت مع استخدام لغة الجسد فقط.

يعاني لاهوز من ضعف الفنيات التي يترتب عليها وقوعه في بعض الأخطاء الفنية التي تجلب الاعتراضات عليه من اللاعبين.

 

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.