عمان- لكل عمْر قدراته وحالته النفسية والجسدية الخاصة به. والأبوة تجربة جديدة في حياة الزوجين من شأنها أن تجلب السعادة لكل منهما. ويرى بعض الناس أن الأبوة في سن مبكرة خطوة غير مسؤولة، وقد يكون لها آثار سلبية على الأبناء، وخصوصا الطفل الأول.

فهل ينجح الآباء الصغار في خوض مسؤوليات الأبوة وتحدياتها؟ وما مزايا تكوين أسرة لزوجين في العشرينيات من العمر؟

تتحدث المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك عن فوائد أن يكون الوالدان في ريعان الشباب، ويتمتعان بصحة جيدة وقريبَين من طريقة تفكير أبنائهما الشباب. إذ يستطيع الآباء الصغار أن يبنوا خبرات مشتركة مع أبنائهم الذين يكونون رافدا قويا للمعرفة وتوجيه الوالدين أحيانا. فالأبناء جزء لا يتجزأ من نمو وتطور فكر الوالدين وتحملهم المسؤولية منذ الصغر.

الأبناء جزء لا يتجزأ من نمو وتطور فكر الوالدين في مقتبل العمر وتحملهم المسؤولية منذ الصغر (شترستوك)

صداقة لا حماية

وترى بورشك أن التقارب العمري والفكري بين الآباء والأبناء يسمح بالمشاركة في أي نشاط معهم، فتجدهم في رحلاتهم ومع أصدقائهم، زملاء وأصدقاء، إذ تصبح العلاقة تبادلية بين الطرفين.

وتضيف بورشك، في حديثها للجزيرة نت، أنه عندما يكون الأب قريبا من جيل أبنائه وصحته جيدة، فإنه يُسطّر ذكريات جميلة معهم، ويستمتع بأبوّته، فيتقبل التجديد، ويتشارك في التخطيط لمستقبلهم، لكونه مواكبا لتطوّرهم ونموّهم، من دون رفض وتشدد، ويفرح لدخولهم الجامعة، ويكون صديقا لأبنائه لا حاميا لهم، يتقبّل أخطاءهم، لأن الفجوة الزمنية صغيرة بينه وبينهم.

وتعتقد أن الوالد الصغير يشارك في طريقة اختيار أبنائه للملابس أو التخصص الجامعي، ويتقبّل بصدر رحب متطلباتهم، وينعكس نجاح الأبناء على حياة الوالدين، فتجدهما يقدمان كل الدعم والاستشارة البناءة لهم. كما تكون القدرة على المشاركة بالمشاعر والاندفاع لتجربة أي أمر جديد أقوى بكثير من الآخرين، ويتّسمون بالمرونة في التعاطي معهم.

ذهنية منفتحة ومنضبطة

يقول الطبيب النفسي الدكتور علاء اللحام إن تربية الأبناء تشكّل هاجسا لدى الوالدين، وتنطبع في مخيّلتهما صورة مثالية لما يريدان أن يكون عليه أولادهما. واليوم، أصبحت مهمة الوالدين أصعب من السابق، وصار الأولاد في حاجة إلى تفهّم متطلباتهم وحاجات جيلهم من خلال ذهنية منفتحة ومنضبطة، في الوقت عينه.

الدكتور علاء اللحام- (الجزيرة)
اللحام: تقليص الفجوة العمرية بين الآباء والأبناء يساعد على مواكبة تطوّرات العصر ومتطلبات التربية النفسية (الجزيرة)

تقليص الفجوة العمرية

ويعدّد اللحام نتائج تقليص الفجوة العمرية بين الآباء والأبناء، وهي:

  1. وجود مخزون ذهني ولياقة صحية يسمحان لهم بتقديم الرعاية بحماس واستمتاع.
  2. مواكبة تطوّرات العصر ومتطلبات التربية النفسية والجسدية والتقنية الحديثة.
  3. ليونة الشخصية، وبالتالي القابلية لتعديل الشخصيات والأمزجة، وفق ما تقتضيه المرحلة التربوية.
  4. قدرة الوالدين على أن يقوموا بدور الصديق الكبير الذي يكتم السر وينصح ويتفهم بشكل دقيق ما يعانيه الأبناء من صعوبات.
  5. تحقّق الراحة النفسية والطمأنينة لدى الأبناء من قدرة الوالدين على سماعهم.
  6. تمضية أوقات ممتعة وخوض تجارب وصناعة ذكريات، وهم في أوج عطائهم وشبابهم.
  7. تقليل الرهبة السلبية التي تمنع الأبناء من اتخاذ والديهم مرجعية وسندا.
  8. نضوج الوالدين المبكّر.
  9. تنمية المهارات التواصلية لدى الأبناء، اعتمادا على طبيعة العلاقة السليمة مع الوالدين.
  10.  استئناس الوالدين بآراء أبنائهم في قضايا معينة، ما يعزز الثقة بالنفس عند الأبناء.
    1الحوار بهدوء وتفاهم بين الزوجين في طريقة تربية الأبناء وفي حياتهم في جميع جوانبها من أعظم أسباب سعادة ونجاح التربية- (بيكسلز).
    تكوين عائلتك في سن مبكّرة يتيح لوالديك أن يمضيا سنوات أكثر حيوية وصحة بكونهما أجدادا لأطفالك (بيكسلز)

    عندما تكون والدا صغيرا، قد تختلف ليالي نهاية الأسبوع المعتادة قليلا عن تلك الخاصة بأصدقائك المنفردين، فبدلا من الذهاب إلى المطعم برفقتهم، من المرجح أن تقرأ لطفلك قصة ما قبل النوم. وعلى الرغم من أنك قد تشعر بالحنين إلى نمط حياتك السابق، فإن هناك مجموعة من الإيجابيات لتكوين عائلة في وقت مبكّر من الحياة، وفق موقع “كير” (care)، أهمها:

إيجابيات تكوين عائلة في سن مبكّر

  • تتعلم دروسا مهمة في وقت قصير: تقول المدوّنة المتخصصة بقضايا الأمومة كورتني هويل “علّمتني ابنتي الكثير في تربيتها، ودروس الحياة الصغيرة التي تعلمتها تجعلني أشعر بالتقدم”.
  • هناك متسع من الوقت لإنجاب مزيد من الأطفال: عندما تنجبين طفلك الأول في سن مبكرة، تشعرين بضغط أقل من أصدقائك وعائلتك لمواصلة زيادة عدد أفراد الأسرة.
  • تمضية مزيد من الوقت مع أطفالك: تقول هويل إن “وجود ابنتي في أوائل العشرينيات من عمري، على عكس ما يحدث لاحقا في الحياة، يعني أن لدي مزيد من الوقت لأعتني بها، وأن أشاركها الكثير من الذكريات مستقبلا”.
    young mothers and fathers
    عندما تنجبين طفلك الأول في سن مبكرة، تشعرين بضغط أقل من أصدقائك وعائلتك لزيادة عدد أفراد الأسرة (شترستوك)
  • لديك وقت لتخطيط مستقبلك: لا شيء يحفزّك لرسم طموحاتك أكثر من وجود شخص آخر تفكر فيه، فالتخطيط لمستقبلك في سن مبكرة سيضعك على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافك الشخصية والمهنية.
  • سيكون لأطفالك أجداد نشيطون: من خلال تكوين عائلتك في سن مبكّرة، فإنك ستتيح لوالديك أن يمضيا سنوات أكثر حيوية وصحة بكونهما أجدادا لأطفالك. والمكافأة عادة ما تتم من خلال تمتع الأجداد الأصغر سنا بمزيد من الطاقة لمطاردة أحفادهم حولهم، واصطحابهم إلى الحديقة والنزول ببساطة على الأرض للعب معهم.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.