اتهمت المخابرات الأوكرانية -اليوم السبت- القوات الروسية بقصف محطة زاباروجيا النووية مجددا، مما أدى إلى إلحاق أضرار بها، في حين لوح مسؤول روسي بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة إذا صادرت أصولا مجمدة لبلاده.

وقالت المخابرات العامة الأوكرانية -في بيان لها اليوم السبت- إنها تمكنت من تحديد المكان الذي تُستهدف منه المحطة، وهو قرية فوديان بمقاطعة زاباروجيا (جنوب شرقي أوكرانيا)، وأضافت أن الدفعة الأولى من القصف المدفعي الروسي أصابت محطة الضخ وورشة الاتصالات الحرارية تحت الأرض.

وأضافت أن موجة قصف أخرى أدت إلى أضرار كبيرة في وحدة الإطفاء المسؤولة عن سلامة المحطة، التي تعد الأكبر من نوعها في أوروبا وتقع حاليا تحت سيطرة القوات الروسية.

وكانت وكالة “ريا نوفستي” نقلت عن عضو في الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في زاباروجيا أن القوات الأوكرانية قصفت مجددا مدينة إنرجودار ومحطة زاباروجيا للطاقة النووية.

ونشرت الإدارة المحلية الموالية لموسكو صورا لما قالت إنها بقايا صواريخ أميركية الصنع استخدمها الجيش الأوكراني في قصف المحطة النووية، متهمة الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بالاشتراك مع أوكرانيا في الهجوم على المحطة.

وفي وقت سابق، اتهم الجيش الأوكراني القوات الروسية باستهداف المحطة النووية، وقال إنه رصد إشعاعات تنبعث منها نتيجة القصف.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر مما وصفها بكارثة نووية محتملة، قائلا إن نتائج هذه الكارثة يمكن أن تكون أخطر من نتائج كارثة محطة تشرنوبل النووية في أوكرانيا عام 1986.

وفي واشنطن، نفى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وجود أي تهديد يحيط بمحطة زاباروجيا النووية، مشيرا إلى أن الروس سبق أن أطلقوا صواريخ من محيط المحطة النووية، وأنه لا يعتقد أن للأوكرانيين مصلحة في قصف المحطة.

الجيش الأوكراني يستهدف مواقع روسية في خاركيف بصواريخ غراد (رويترز)

تطورات بالجنوب والشرق

ميدانيا، قال الجيش الأوكراني -اليوم السبت- إنه شن هجوما على مواقع القوات الروسية في خيرسون وباشتانكا شرق ميكولايف (جنوب)، وأضاف أنه تمكن من تدمير جسر سد نوفا كاخوفكا، وهو الجسر الرابع والأخير في المنطقة، مشيرا إلى أن القوات الروسية باتت عاجزة عن نقل معداتها الآن.

كما قالت قيادة العمليات العسكرية في المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الأوكراني -اليوم السبت- إن الوضع في هذه الجبهة عاد مرة أخرى للتوتر مقارنة باليومين الماضيين.

وأضافت القيادة الجنوبية أن القوات الروسية واصلت عملياتها على طول خط المواجهة وشنت مروحياتها هجمات على جبهة ميكولايف.

وكان الجيش الأوكراني قال -مساء أمس الجمعة- إنه استهدف 5 مستودعات أسلحة روسية في خيرسون، وتحدث عن تمكنه من السيطرة ناريا على طرق الإمداد الروسية بالمنطقة.

وفي تطورات المعارك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم سيطرة قواتها بصورة كلية على منطقة بيسكي المحاذية لمطار دونيتسك الدولي، وتدميرها منصة إطلاق صواريخ “هيمارس” أميركية الصنع ومستودعا للذخيرة بمدينة كراماتروسك.

وتحدثت الوزارة عن مقتل أكثر من 300 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية في هجمات متفرقة، وقالت إن 70 منهم قتلوا جراء قصف بصواريخ طويلة المدى عالية الدقة أطلقت من البحر والبر، وبأنظمة إطلاق صاروخية، استهدف احتياطات الجيش الأوكراني في منطقة محطة سكك الحديد “غافريلوفكا” في مقاطعة خاركيف (شمال شرق).

كما تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير قواتها مروحيتين أوكرانيتين في ميكولايف.

من جهته، قال حاكم دونيتسك بافلو كريلينكو إن الهجمات الروسية خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 24 آخرين، بينما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن الروس حققوا مكاسب في منطقة باخموت بمقاطعة دونيتسك، لكن بتكلفة كبيرة.

أما حاكم خاركيف أوليخ سينوهوبوف، فقال إن المدينة تعرضت -مساء أمس الجمعة- لقصف روسي بصاروخين من دون أن يخلف ذلك خسائر.

قطع العلاقات

في هذه الأثناء، قال رئيس إدارة أميركا الشمالية في الخارجية الروسية ألكسندر دارتشييف -اليوم السبت- إن أي مصادرة محتملة لأصول روسية من قبل الولايات المتحدة ستدمر العلاقات الثنائية.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن دارتشييف قوله “نحذر الأميركيين من العواقب الوخيمة لمثل هذه الأعمال التي ستضر بالعلاقات الثنائية بشكل نهائي، وهذا ليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا”.

كما قال المسؤول الروسي إن بلاده حذرت الولايات المتحدة من أن العلاقات الدبلوماسية ستتضرر بشدة، ويمكن حتى قطعها، إذا تم تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب.

ويوليو/تموز الماضي، ذكر أحد مسؤولي الادعاء الأميركيين أن وزارة العدل تسعى للحصول على تفويض أوسع من الكونغرس لمصادرة أصول شخصيات مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وردا على الحرب التي شنتها على أوكرانيا بداية من 24 فبراير/شباط الماضي، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا وخارجها عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية غير مسبوقة على روسيا، بما في ذلك تجميد حوالي نصف احتياطاتها من الذهب والعملات الأجنبية التي كانت تناهز 640 مليار دولار.

كما جمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون 30 مليار دولار من الأصول التي يملكها أثرياء لهم صلات ببوتين، منها يخوت وطائرات مروحية وعقارات وأعمال فنية، وفقا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

يذكر أن مسؤولين غربيين كبارا، بينهم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اقترحوا مصادرة الاحتياطيات الروسية المجمدة للمساعدة في تمويل إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.