عاشت مصر خلال السنة الماضية أزمة نقص في الدولار، مما صعّب على الحكومة مهمة استيراد الأعلاف، وهو ما تسبب بارتفاع كبير في أسعار الدجاج المحلي، فهل يحل الدجاج البرازيلي المجمد الأزمة؟

بعد أن تحدث وزير الزراعة المصري قبل عام من الآن بفخر أمام رئيس البلاد عن أن مصر مكتفية ذاتيا بإنتاجها من الدواجن وتصدر الفائض عن حاجتها إلى العالم خرجت مئات المزارع أو المداجن من الخدمة وارتفعت أسعار الدجاج المحلي، حيث يبلغ الكيلو حوالي 90 جنيها مصريا.

في المقابل، أثار الدجاج البرازيلي المستورد جدلا لدى رواد منصات التواصل، حيث لا يتعدى سعره بعد عملية تجميده وتغليفه 65 جنيها، ولكن انخفاض سعر الدجاج المستورد عن البلدي جعل البعض يشعر بالقلق، فيما حرص الإعلاميون المقربون من الحكومة على الدفاع عن الدجاج البرازيلي.

وعن بعض التجارب مع الدجاج البرازيلي، كتب ناشط مصري “اشتريت فراخ النهارده من صن مول وزنها 1300، الفرخة بـ90 جنيها، نوع برازيلي وحلوة جدا، استخدمتها قبل كده سلقتها وعملتها مشوية في الفرن كمان.. خللي الفراخ تعفن عند بتوع الفراخ، وموجود نفس النوع ده في منافذ القوات المسلحة”.

انقسام الناشطين

وانقسم المصريون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الدجاج البرازيلي -كما ورد في حلقة (2023/2/23) من برنامج “شبكات”- حيث استغربت الناشطة حنان البحيري من قدرة الحكومة على استيراد الدجاج وعجزها عن استيراد الأعلاف وكتبت “قدرنا نوفر دولارات لاستيراد الفراخ المجمدة وتوفرت في الأسواق في لمح البصر وعجزنا عن حماية صناعة وطنية يعمل بها عشرات الآلاف من العاملين بخلاف الصناعات المكملة لصناعة الدواجن واقتصاد بحوالي 100 مليار جنيه”.

أما المغرد أحمد الشيخ فلفت إلى أن الدجاج البرازيلي منتشر في الأسواق العالمية، وقال “مبدئيا الفراخ المجمدة البرازيلية موجودة في أسواق أغنى دول العالم من 30 سنة وأشكال وأنواع وأسعار وجودة مختلفة، واللي عايش برة عارف ده”.

كما رأى الناشط علي سلام أن الدجاج البرازيلي يتم استخدامه في المحلات الكبرى ولا ضرر من تناوله، وكتب “اللي مش عاجبهم الفراخ المجمدة وهي الفراخ اللي بنشتريها مشويه جاهزة ولا كنتاكي، ما هي مجمدة برضو ولا مش واخدين بالكم، ولا هو بس هرى وهبد”.

في المقابل، توقع الناشط ياسر شلبي ياسر أن يكون الأمر يتعلق بخدعة اقتصادية تزيد أرباح القوات المسلحة، وعلق بقوله “بعد ما قفلوا وخربوا بيوت أصحاب مزارع الدواجن الإسكريبت بتاع الفراخ المجمدة بتاع القوات المسلحة نزل يا جماعة”.

بدوره، ربط الناشط سمير العركي بين جدل الدجاج البرازيلي والحسابات السياسية في البلاد وقال “حتى الفراخ المجمدة البرازيلية تم تسييسها، الموالون للحكومة يعتبرونها فتحا من الله لمواجهة جشع التجار، والمعارضون يعتبرونها فاسدة وبها هرمونات، وبكرة تسمع عن اعتقال تنظيم سري كانت مهمته النيل من سمعة الفراخ البرازيلية، يا رب”.

يذكر أن المنطق التجاري السليم يرى أنه إذا كان بإمكان الحكومة أن تستورد سلعة بسعر أرخص من تكلفة إنتاجها فلماذا تلجأ إلى إنتاجها؟

وبهذا الصدد، يشير المحللون إلى أن الحكومة ليست شركة ربحية، الحكومة تريد تشغيل الناس وإدارة عجلة الاقتصاد، فالإنتاج المحلي ليس مجرد استهلاك فقط، بل هي دورة صناعية وإنتاجية كاملة يستفيد فيها تاجر الأعلاف وصاحب المزرعة والعمالة وسائقو النقل وتجار التجزئة، وهنا تكون القيمة أكبر من الربح المباشر.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.