بعد انتصاف عام 2023، وطرح الكثير من الأفلام التي راهن الجمهور على نجاحها، لم تحقق نسبة كبيرة منها الطموحات لأصحابها أو لجمهورها، في حين فاجأ بعضها الجمهور بمتعة فنية وتسلية و عبرة لم تكن في الحسبان.

فيما يلي نستعرض أفضل الأفلام الدرامية التي عُرضت حتى آخر يونيو/حزيران 2023، ونالت استحسان النقاد واحتلت مراتب متقدمة بتقييمات المواقع الفنية المتخصصة، رغم أنها لم تكن حاضرة بقوة ضمن قوائم أكثر الأفلام انتظارا التي انتشرت قبل بداية العام.

مرجع مثالي للمراهقين

وفقا لموقع “روتن توماتوز” (Rotten Tomatoes)، جاء فيلم “إلهي هل تسمعني؟ أنا مارغريت” (Are You There God? It’s Me, Margaret) بالمرتبة الأولى ضمن أفضل أفلام 2023، إذ حصل على استحسان 99% من المتخصصين و95% من الجمهور.

الفيلم عبارة عن دراما عائلية أخرجها وكتبها كيلي فريمون وإن كانت مقتبسة عن الرواية الكلاسيكية التي نشرتها جودي بلوم عام 1970، أما البطولة فقام بها كل من راشيل ماك أدامز وكاثي بيتس وآبي رايدر فورتسون.

تدور أحداث الفيلم حول مارغريت البالغة من العمر 11 عاما والتي تنتقل أسرتها من صخب مدينة نيويورك إلى ضواحي نيوجيرسي، فتجد نفسها مضطرة للالتحاق بمدرسة جديدة وتكوين صداقات من الصفر، بينما تختبر مشاعر المراهقة للمرة الأولى، وتتحسس الخطى بين معالم وعيها الذاتي، وقُبح البشر الذين لا يتوانون عن إيذاء الآخرين.

وهو ما جعل النقاد يصنفونه باعتباره لوحة إرشادية تجمع بين الكوميديا الذكية والنضج، إذ حاول صناع العمل -عبر الحبكة- الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي يواجهها المراهقون خلال مرحلة البلوغ الفوضوية التي يمرون بها وسط محاولات التكيّف مع الحياة المتخمة بالألغاز والمفاجآت وتغيراتها المتتالية.

الغربة من منظور أكثر شمولا

رومانسية لا تخلو من الحسرة والفقد، هذه بعض المشاعر التي استعرضها “حيوات سابقة” (Past Lives)، الفيلم الأول على مستوى الكتابة والإخراج للكورية سيلين سونغ، التي قررت بعملها الأول تتبّع قصة حب تمتد عبر القارات. وهو ما وجده البعض يُعيد إلى الأذهان أجواء الفيلم الصيني “في مزاج للحب” (In the Mood for Love).

وقد حصد العمل إشادات واسعة في مهرجان صندانس ومهرجان برلين، إذ أعرب النقاد عن إعجابهم بالمزج بين عدة أفكار، من بينها الهجرة والحب واختلاف الثقافات، في حين صرحت المخرجة بأن الغرض من فيلمها استعراض مفهوم الغربة من منظور أوسع.

أبطال الفيلم رجل وامرأة (هاي سونغ ونورا) كوريان عرفا بعضهما خلال الطفولة وحتى سن الـ12، قبل أن تهاجر أسرة نورا وتفرقهم الأيام والمسافات، ثم بعد 24 عاما يُعيدان التواصل عبر الإنترنت.

وفي حين صارت نورا زوجة وكاتبة مسرحية ناشئة في نيويورك لا يزال سونغ عالقا في كوريا ومدمرا عاطفيا، ومع معاودة التواصل يتضح أن المشاعر العميقة بينهما مازالت موجودة، فهل يلهثان خلفها ويدمران حاضرهما من أجل مستقبل غير معلوم؟

عودة للأفلام الرومانسية الذكية

إضافة حيوية وجيدة لا تخلو من الثقافة للأفلام التي تجمع بين الدراما والرومانسية، بالإضافة إلى كونه عملا يتميز بالحوار الذكي والأصالة التي نقلت بسلاسة وحيوية نظرة عن قُرب حول الحب والعلاقات داخل مجتمع السود، هكذا وصف النقاد فيلم راي لين (Rye Lane) البريطاني الذي يُعد الإخراج الطويل الأول لمخرجته رين ألين ميلر.

إذا كنتم من هواة أفلام “اللايت رومانس”، ننصحكم بمشاهدة “راي لين”.

يحكي العمل عن غريبين يلتقيان مصادفة في جنوب لندن بأحد المعارض الفنية لصديق مشترك، بعد أن مر كلاهما بانفصال عاطفي عنيف ومدوٍّ. يشعران بالانجذاب لبعضهما ويشرعان بالتعرّف خلال التنزه عبر الشوارع، وفي الخلفية تشدو موسيقى تصويرية وأغنيات مميزة أجادت التعبير عن الجو الخاص بمنطقة جنوب لندن.

رحلة البحث عن الهوية والأمان

“ألف وواحد” (A Thousand and One) فيلم جريمة حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2023، بطلته “آينز” الأم التي ما أن تخرج من السجن حتى تُقرر تخليص طفلها من نظام التبني وسيادة دور الرعاية.

وبعدها تبدأ خوض رحلة مصيرية للبحث عن الهوية والشعور بالأمان في نيويورك المتسمة بالقسوة على الجميع في حين تملك أنيابا أكثر أذية تجاه الأقلية والأكثر ضعفًا، وإن كانت مخرجة العمل حرصت على تقديم القصة من منظور سياسي دون الاتجاه إلى الميلودراما والبكائيات.

جريمة غير متوقعة

“سانت أومير” (Saint Omer) فيلم درامي فرنسي فاز بجائزة الأسد الفضي للجنة التحكيم بمهرجان البندقية السينمائي الدولي، يدور حول روائية شابة تحضر محاكمة طالبة دكتوراة سنغالية متهمة بقتل طفلها البالغ من العمر 15 شهرا بعد أن تركته على الشاطئ حتى جرفها المد، وهو ما تفعله على أمل تحويل القصة إلى رواية.

جدير بالذكر أن الحبكة تستند إلى قضية جرت بالفعل أُدينت فيها فابيان كابو وحضرت جلساتها ديوب مؤلفة ومخرجة هذا الفيلم، ولعل أكثر ما ميز العمل كون مخرجته متخصصة بالأفلام الوثائقية، مما جعلها تمنح الحوار وقاعة المحكمة -مكان الأحداث- الكثير من الثقل، مع التركيز على تجارب مهمة من بينها الأمومة وتأثير الموروثات والاستعمار.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.