نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع بالبنك المركزي التركي قوله إن تبرعات البنك -البالغة 30 مليار ليرة (1.6 مليار دولار)- للمناطق المتضررة من الزلزال ستُدفع من أرباح البنك العام الماضي.

وأطلقت تركيا حملة تبرعات لضحايا الزلزال، وجمعت في بث مباشر مساء أمس الأربعاء أكثر من 115 مليار ليرة (6.1 مليارات دولار) من الأفراد والشركات.

ويحول البنك المركزي أرباحه عن العام السابق إلى الخزانة العامة في أبريل/نيسان من كل عام.

ولم يعلن البنك بعدُ أرباحه السنوية، لكن اقتصاديين حسبوا من بيانات أولية أن البنك حقق أرباحا العام الماضي تتراوح بين 40 و50 مليار ليرة (ما يعادل 2.12 إلى 2.65 مليار دولار).

من جهتها، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن 775 محطة تلفزيونية وإذاعية في تركيا وأذربيجان وقبرص التركية بثت حملة مشتركة لجمع التبرعات على مدار 7 ساعات من البث المباشر، ونجحت هذه الحملة في جمع أكثر من 6 مليارات دولار لصالح المتضررين من الزلزال.

وفي اتصال مع القنوات المشاركة في الحملة -التي أطلق عليها “تركيا قلب واحد”- أعلن محافظ البنك المركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو أن البنك سيتبرع بـ30 مليار ليرة. ويعادل هذا المبلغ ربع الأموال التي جمعت خلال الحملة.

كما تبرعت شركات كبرى ومصارف -بينها بنك “زراعات” الحكومي؛ أكبر مصرف تركي من حيث حجم الأصول- بما يعادل نحو مليار دولار.

وشملت قائمة المتبرعين شركتي تُركسيل وتُرك تيليكوم للاتصالات، والخطوط الجوية التركية، وبورصة إسطنبول.

30 ألف وحدة سكنية

وفي مداخلة هاتفية أثناء انطلاق الحملة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تهدف إلى تشييد أبنية جديدة وآمنة خلال عام واحد، مكان كل مبنى تهدم في الزلزال المزدوج، حسب وكالة الأناضول.

وأضاف أنه “بدءا من بداية مارس/آذار المقبل، سنضع حجر الأساس لـ30 ألف وحدة سكنية، وبذلك سنكون قد بدأنا إعادة إعمار المناطق المهدمة”.

وفي السادس من فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.8 درجات، والثاني 7.6 درجات، بالإضافة إلى مئات الهزات الارتدادية العنيفة؛ مما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين.

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) اليوم الخميس ارتفاع عدد وفيات الزلزال جنوبي البلاد إلى 36 ألفا و187.

خسائر بالمليارات

وفي السياق ذاته، قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إن التداعيات الاقتصادية المحتملة للزلزال القوي الذي ضرب تركيا قد تسفر عن انخفاض بنسبة 1% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد خلال هذا العام.

وتعادل هذه النسبة نحو 9 مليارات دولار؛ قياسا بتقديرات رسمية لقيمة إجمالي الناتج المحلي المتوقع أن تبلغ 867 مليار دولار.

وأضاف البنك أن هذا تقدير “منطقي” بسبب الدفعة المتوقعة من جهود إعادة الإعمار في وقت لاحق من العام، والذي سيعوض التأثير السلبي على البنية التحتية وسلاسل الإمداد.

ونقلت رويترز عن كبيرة الخبراء الاقتصاديين بالبنك بياتا يفورتشيك قولها إن الزلزال ألحق أضرارا بمناطق زراعية وصناعات تحويلية خفيفة، وأشارت إلى أن تداعياته على القطاعات الأخرى محدودة.

وعدل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية توقعاته للنمو في تركيا -أكبر مستقبلي تمويله- بالانخفاض إلى 3%، من 3.5% في 2023، من دون حساب تأثير الزلزال في هذه التقديرات.

كما تعهد وزراء الطاقة في نحو 40 دولة بدعم إنعاش المناطق التي تضررت من الزلزال، وجاء ذلك في بيان صادر عن اجتماع مجلس الوزراء للوكالة الدولية للطاقة عبر تقنية الفيديو.

والثلاثاء الماضي، قالت شركة “فيريسك” لتقييم المخاطر إن قيمة الخسائر الناجمة عن الزلزال الذي ضرب تركيا الأسبوع الماضي ستتجاوز على الأرجح 20 مليار دولار، وأضافت الشركة أن جزءا بسيطا من الخسائر -بقيمة تبلغ أكثر من مليار دولار على الأرجح- سيغطيه التأمين.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.