يظن البعض أن تعليم العلوم في السنوات التعليمية الأولى للطفل مجرد شيء زائد يضاف إلى منهج الطفولة المبكرة المكتظ بالفعل، وأنه لا يوجد منطق لتعليم العلوم في الوقت الذي يجب التركيز فيه على تعليم القراءة والكتابة والحساب فقط.

لكن المعلمة جانيل، وهي من الخبراء المهتمين بتعليم العلوم للأطفال، لا توافق على هذا الرأي، حيث كتبت على مدونتها “ماي تيتشنغ كبورد” (my teaching cupboard)، أن العلوم موجودة في كل مكان ولا يمكن تجاهل تعليمها للأطفال الصغار ببساطة.

وتابعت بأن تعليم العلوم في مراحل الطفولة المبكرة له تأثير إيجابي هائل في تشكيل علماء المستقبل، مطالبة بتعليم الأطفال -ولاسيما البنات- العلوم وأيضا إدراج تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المناهج الدراسية في سن صغيرة.

ويعتبر تقرير لموقع “فيرست ديسكوفريز” (first discoverers) كذلك، أن الأطفال الصغار بطبيعتهم فضوليون ولديهم أسئلة لا تنضب حول العالم من حولهم. وبالتالي، يجب علينا الاستفادة من هذا الفضول الفطري والبدء في توجيه حماسهم للاكتشاف العلمي في أقرب وقت ممكن.

وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل تعليم العلوم مهما جدا في مرحلة الطفولة المبكرة:

تعزيز حب العلم مدى الحياة

تشير الأبحاث إلى أنه بحلول سن السابعة، يكون لدى معظم الأطفال موقف إيجابي أو سلبي تجاه تعلم العلوم وأن هذا الموقف سيظل راسخا، لذلك فإنه من خلال الاستفادة من ميولهم الطبيعية في وقت مبكر وخلال هذه المرحلة التنموية الرئيسية، يمكننا رعاية وإنشاء نهج إيجابي لتعلم العلوم سيبقى معهم في المستقبل.

تكوين أرضية أساسية في المفاهيم العلمية والتفكير العلمي

وفقا لموقع “فيرست ديسكوفريز”، فإنه حتى أبسط الأنشطة يمكن أن تعرّف الأطفال بالمفاهيم العلمية وتحفز التفكير العلمي لديهم.

ويمكن أن يوفر تعليم العلوم في السنوات الأولى أساسا قويا فيما يتعلق بكل ما يتم تعلمه وكيفية تعلمه، مما يجعل الأطفال في وضع جيد. وبالتالي فإنه ومن خلال تشجيع فضولهم الطبيعي وتوجيهه، وتعريفهم بالمفردات العلمية الأساسية، يمكن للآباء مساعدة الأطفال على البدء في فهم العالم من حولهم، واكتساب بعض الفهم لكيفية عمل الأشياء.

تعزيز عقلية النمو

التعلم المبكر للعلوم يعزز عقلية النمو لدى الأطفال، حيث تظهر الدراسات أن الطلاب ذوي العقليات النامية لديهم نتائج أفضل بكثير من أولئك الذين لديهم عقليات ثابتة. وجزء من تعليم عقلية النمو هو السماح للأطفال بالمخاطرة والمساعدة، فهم يفهمون أن تفكيرهم قد لا يكون صحيحا دائما.

يمنحنا العلم الفرصة لتعليم أطفالنا التجربة والمجازفة. وستساعد أطفالك على رؤية أن العلم لا يقتصر فقط على تعلم الحقائق وأن تكون على صواب، بل يتعلق أيضا بوضع الفرضيات والاختبار والتعلم من خلال تجربة الأشياء.

المرونة وقبول الفشل

المخاطرة وارتكاب الأخطاء أمر مهم أيضا لتعليم أطفالنا المرونة والمثابرة، إذ يتعلم الأطفال من خلال القيام بالتجارب العلمية أن الفشل أمر مقبول ولا مفر منه.

ويتقبل أطفالنا عموما الأخطاء والفشل عند بدء الدراسة، ولكن سرعان ما تعلم المدارس التقليدية الأطفال الصغار أن هناك إجابة واحدة صحيحة وأن عدم الوصول إليها يعتبر إخفاقا محرجا.

وإذا تمكنا من تكريم العقلية التي منحها الله للأطفال والبناء عليها، أي قبول الأخطاء والفشل وتعزيز هذه الخصائص من خلال الطبيعة التجريبية للعلم القائمة على اللعب، يمكننا أن نعزز ثقتهم بالتعلم.

مهارات البحث العلمي

تظهر مهارات البحث العلمي لدى الأطفال حينما تلاحظهم يتعلمون من خلال اللعب الاستقصائي العملي. وتتضمن مهارات الاستقصاء العلمي طرح الأسئلة والتخطيط والتفكير في كيفية التحقق من الأشياء ومعالجة وتحليل وتفسير الأدلة والوصول إلى النتائج.

إذا قمت بتعزيز مهارات الاستفسار لدى المتعلمين الصغار من خلال تشجيعهم على طرح الأسئلة والتساؤل عن الظواهر حولهم، فسوف تقوم بتعليم مهارات البحث العلمي لأطفالك.

تطوير المهارات الحياتية والاجتماعية

توفر أنشطة تعليم العلوم للأطفال فرصا لتطوير وممارسة العديد من المهارات والسمات المختلفة مثل مهارات الاتصال والمهارات التعاونية والعمل الجماعي والمثابرة، بالإضافة إلى مهارات التحليل والاستدلال وحل المشكلات.

فهم علاقة العلم بالحياة

تشمل مجالات العلوم كلا من علم الأحياء والكيمياء والفيزياء والأرض والفضاء، وعندما يتعرض أطفالك لبعض الحقائق والمفاهيم التي وضعها العلماء، سيتعلمون المزيد عن العالم الذي يعيشون فيه، حيث يستخدمون معرفتهم العلمية لشرح الظواهر والتنبؤ بها وتطبيق معرفتهم في المواقف الجديدة التي يمرون بها.

الثقة في أنفسهم كعلماء

سيساعد تضمين العلوم في برنامج الطفولة المبكرة على بناء احترام الذات لدى أطفالك ومساعدتهم على رؤية أنفسهم كمتعلمين علميين مؤهلين. وإذا كان بإمكانك مساعدة أطفالك على رؤية العلم على أنه شيء يمكنهم القيام به، فسيشعرون بالثقة في قدراتهم كعلماء صغار ويطورون حبا للعلم مدى الحياة.

الاعتبارات الصحيحة لتعليم العلوم في السنوات الأولى

ذكر موقع فيرست ديسكوفريز، أنه عندما يتعلق الأمر بالتشجيع على تعليم العلوم في السنوات الأولى من عمر طفلك، فهناك الكثير من الموارد المتاحة لتبدأ بها، بالإضافة إلى أفكار للأنشطة المختلفة. ولكن هناك أيضا بعض الاعتبارات الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار، وأبرزها:

العملية أكثر أهمية من النتائج: على الرغم من أنه من المفيد حقا للأطفال اكتساب بعض الفهم العلمي على طول الطريق، فإن الوصول إلى الإجابة “الصحيحة” يجب ألا يكون هدفك الأسمى، إذ يجب أن تتمثل الأهداف الرئيسية في توجيه فضول الطفل وتعزيز مهاراته الاستقصائية.

الاكتشاف الذي يقوده الأطفال: بالإضافة إلى تنظيم أنشطة محددة للأطفال للمشاركة فيها، حاول البحث عن الفرص اليومية والعفوية للاكتشاف العلمي، بتوجيه منك ولكن بقيادة الأطفال في الأساس. وشجعهم دائما على التجربة وطرح الأسئلة، وتأكد من أن لديك الكثير من الموارد المتاحة لهم لاستخدامها.

يمكن للأطفال غير المتحمسين للعلوم أن يحبوها إذا اتضحت لهم علاقة العلوم بالأمور المفضلة لديهم (بيكسلز)

قدم تجارب نشطة وممتعة وعملية: يحب معظم الأطفال الاستكشاف النشط من خلال حواسهم، لذلك ستجد أنه من الأسهل بكثير إشراكهم والحفاظ على اهتمامهم من خلال إجراء التجارب، لذا اجعل الأنشطة قصيرة ومتنوعة، وتأكد دائما من وجود الكثير من الفرص للمشاركة النشطة والمباشرة للجميع.

أدوات مساعدة

يمكن أن يشجع تطبيق إلكتروني اهتمامات طفلك، أو يعرّفه على أكوان لم تتخيلها حتى من قبل، ويمكن أن يعلمه كل شيء من استكشاف الكواكب البعيدة ومراقبة الطيور والتعرف على الطقس وغير ذلك، وفي ما يأتي بعض التطبيقات التي من الممكن أن تلهم خيال الصغار وتساعدهم في التفكير مثل العلماء، وفقا لموقع “سكولستك” (Scholastic).

  • أنشأت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” مجموعة رائعة من التطبيقات لمنح الأطفال لمحة عن مهامهم، ولمساعدتنا في التنقل بين كنز البيانات العلمية التي جمعتها على مر السنين.
  • يمنح هذا التطبيق (Sid the Science Kid) طفلك من 3 إلى 6 سنوات فرصة لتجربة نفسه في مراقبة الطبيعة، وملاحظة الأشياء العلمية من حوله، ومعرفة تفسيرها من خلال التحليل وتنفيذ التجارب.
  • ما هذا الطائر؟ هذا ما يجيب عنه تطبيق “مارلين لتعريف الطيور” (Merlin Bird ID)، قم بتنزيل هذا التطبيق للاستفادة منه في النزهات الطبيعية مع طفلك، وستلاحظ كثيرا من الطيور التي قد يرغب طفلك في التعرف عليها وعلى حجمها وما يفعله الطائر، إذ يجعل تطبيق “مارلين” التعرف على الطيور أمرا ممتعا وسهلا.
  • يتيح هذا التطبيق (Toca Nature) للأطفال من جميع الأعمار تصميم المناظر الطبيعية عن طريق زراعة الأشجار وحفر البحيرات ورفع سلاسل الجبال. وعندما تكون الظروف مناسبة، تظهر الحيوانات ويمكن لطفلك إطعامها بالنباتات والأسماك من البيئات المختلفة التي أنشأها.
  • يساعد تطبيق “معمل توكا” (Toca Lab) على اكتساب معرفة واقعية قيمة، وبناء مهارات التفكير، وتطوير فهم مجال العلوم بشكل عام، لذلك يعدّ أحد تطبيقات العلوم المحبوبة لدى الأطفال.
  • “ملايين النجوم في راحة يدك”؛ سيتيح هذا التطبيق (StarMap) لطفلك القدرة على تحديد النجوم والكواكب، على نحو يجعل من السهل العثور على كل كوكبة مرئية في سماء الليل والتعرف عليها. وما عليك سوى تثبيت جهازك أمام النجوم للحصول على خريطة مصنفة لما تراه.
  • يعدّ تطبيق فيزياء الوحوش (Monster Physics) مزيجا مثاليا من التعلم والترفيه وهو الأنسب للأطفال من سن 7 سنوات فما فوق، كما أنه تطبيق بنّاء فريد يتيح لطفلك اللعب بالفيزياء من خلال بناء سيارته الخاصة وتشغيلها، وغير ذلك من الأدوات باستخدام مجموعة متنوعة من الأجزاء لمساعدتهم على حل المهام.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.