قبيل منتصف ليلة 4-5 أكتوبر/ تشرين الثاني 1973، تلقى “دوبي” ضابط الموساد الذي يشغّل الجاسوس “الملاك” برقية تحثه على تحديد لقاء عاجل معه “لإيصال أخبار مهمة للغاية”، وفي غضون ساعات طار رئيس الموساد تسفي زامير شخصيا إلى لندن، حيث التقى أشرف مروان، وتلقى منه “معلومة ذهبية ذات أهمية غير عادية، غيرت وجه الحرب”، على حد تعبيره.

جاءت هذه الرواية في كتاب “ذات يوم عندما يسمح بالحديث” عن حرب 1973 ودور الموساد قبل بدئها وبعدها، وهو أول كتاب يصدره الموساد رسميا، وذلك في احتفالية أقيمت في مقره بمناسبة الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر (يوم الغفران في الأدبيات الإسرائيلية)، بحضور ديفيد بارنيع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وفقًا للكتاب، قال مروان (الملاك) لزامير في المحادثة التي جرت مساء يوم 5 أكتوبر: “إن هناك احتمالا بنسبة 99% لأن تبدأ الحرب غدا، في وقت واحد على الجبهتين السورية والمصرية”، مضيفا بأن “هدف السوريين هو احتلال الجولان، وأنّ الأردن لن ينضم إلى الحرب، وأن الهجوم المصري سيبدأ بالمدفعية واجتياح القناة، كما حرّك المصريون الجيش بأكمله إلى قناة السويس”. وأضاف -وفق محضر الاجتماع- أنه تأكد من جدية الرئيس السادات في شنّ الحرب هذه المرة يوم 29 سبتمبر/أيلول، أي قبل طلب الاجتماع بخمسة أيام.

بعد حوالي نصف ساعة من انتهاء اللقاء، أرسل زامير إلى المسؤولين الإسرائيليين برقية كان فحواها “المصريون سيهاجمون غدًا”، وبدأت الحرب فعليا في الساعة الثانية ظهرا من يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، وقبل أربع ساعات من الوقت الذي حدده أشرف مروان، والذي يرجح أنه لم يكن يعلم بالتغيير الذي طرأ على موعد الهجوم بناءً على طلب من سوريا، بعد سفره إلى ليبيا يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول ثم إلى لندن عبر باريس.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.