|

قال مراسل الجزيرة إن قادة الانقلاب في النيجر عيّنوا الأمين زين علي محمد رئيسا للوزراء، كما أجروا تغييرات في قيادات الجيش، فيما أكدت مبعوثة أميركية أن قادة الانقلاب يدركون خطورة التحالف مع روسيا.

وأوضح المراسل أن قادة الانقلاب أجروا تغييرات في منصب المفتش العام للجيش ورئيس الأركان الخاصة للرئيس، وعيّنوا رئيسا جديدا للحرس الرئاسي.

في غضون ذلك، قالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية إنها التقت القادة العسكريين في النيجر، دون إحراز أي تقدم فوري في مسار إنهاء الانقلاب.

وقالت نولاند في تصريح للصحفيين عبر الهاتف من نيامي عاصمة النيجر إن “هذه المحادثات كانت في غاية الصراحة واتسمت أحيانا بالصعوبة”، وأوضحت أنه لم تتح لها فرصة لقاء قائد الانقلاب الجنرال عمر عبد الرحمن تياني، كما كشفت أنها طلبت لقاء الرئيس المحتجز محمد بازوم لكنها لم تُمنح فرصة للقائه.

واعتبرت المسؤولة الأميركية أن لقاءها مع قادة الانقلاب في النيجر فتح الطريق أمام مواصلة المحادثات، وقالت “أردت أن أوضح لقادة الانقلاب تأثير عدم استعادة الديمقراطية على العلاقة بيننا”.

بيان أميركي

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن زيارة نولاند إلى نيامي جاءت للتعبير عن القلق البالغ بشأن التطورات في النيجر والتزام واشنطن الراسخ بدعم الديمقراطية والنظام الدستوري.

وذكر البيان أن نولاند التقت بشكل منفصل مع القادة العسكريين الذين استولوا على السلطة لشرح ما هو على المحك إذا لم تحترم النيجر نظامها الدستوري، ويشمل ذلك الخسارة المحتملة لمئات ملايين الدولارات من الدعم الاقتصادي والأمني.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستحدّث إرشادات المساعدة للنيجر، لضمان الاتساق مع القيود القانونية وأهداف السياسة الأميركية مع استمرار التواصل مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك مجموعة إيكواس، كما ستواصل واشنطن دعواتها للإفراج الفوري عن الرئيس المحتجز محمد بازوم وعائلته وجميع المعتقلين.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في مقابلة خاصة مع الجزيرة إن ما يجري في النيجر يُعتبر عرقلة للنظام الدستوري، وأضاف أنه على اتصال وثيق مع رئيس النيجر محمد بازوم والعديد من القادة الأفارقة لاستعادة النظام الدستوري في البلاد.

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده علقت مساعدات تقدر بمئات الملايين من الدولارات للنيجر إثر الانقلاب الأخير. وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن عودة هذه المساعدات رهن بتنحي قادة المجلس العسكري عن السلطة وإعادة النظام الدستوري للبلاد.

يأتي هذا فيما اتخذ المجلس العسكري الحاكم في النيجر إجراءات أمنية في عموم البلاد تزامنا مع قراره إغلاق المجال الجوي، في حين يواصل مؤيدوه مظاهراتهم الداعمة لقراراته، مقابل مطالب للحزب الحاكم ومناصريه بعودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.

قمة استثنائية

من جهتها، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أنها ستعقد قمة استثنائية جديدة الخميس المقبل لبحث الخطوات التالية في التعامل مع الانقلاب في النيجر.

وقال متحدث باسم إيكواس إن القمة الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوعين ستعقد في العاصمة النيجيرية أبوجا برئاسة الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي ترأس بلاده حاليا المنظمة الإقليمية.

وفي القمة السابقة التي عقدت يوم 30 يوليو/تموز الماضي في أبوجا أيضا، أمهلت المجموعة الأفريقية -التي تضم 15 دولة- الانقلابيين أسبوعا لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى منصبه، وفرضت عقوبات على النظام الجديد في نيامي.

بيد أن المهلة انتهت مساء الأحد الماضي من دون أن تكون هناك أي مؤشرات على تدخل عسكري وشيك من قبل إيكواس لوضع حد للانقلاب في النيجر، وهو السابع الذي تشهده المنطقة خلال 3 سنوات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قريب من المنظمة قوله إن التدخل العسكري لن يتم الآن، مشيرا إلى أنه رغم رفض الانقلابيين مطالب إيكواس، فيبدو أن الحوار ما زال مطروحا، وقد تشارك فيه الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع قناة فرنسية، قال حمودو محمدو رئيس وزراء النيجر في حكومة الرئيس المحتجز محمد بازوم إن الانقلابيين طلبوا من وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا العودة إلى نيامي.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلت عن مسؤول رفيع من إحدى دول إيكواس أن جيوش المنطقة بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد وتعزيز قوة الوحدات العسكرية قبل دخول النيجر، مؤكدا أن هذا العمل العسكري يعتمد على التحضير الجيد.

وأبدت دول أعضاء في المجموعة -بينها نيجيريا والسنغال وساحل العاج- استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر، لكن اثنتين من الدول الأعضاء -هما مالي وبوركينا فاسو اللتان يقودهما عسكريون- أعلنتا رفضهما خيار القوة، وحذر وزير خارجية مالي عبد الله ديوب اليوم من “كارثة” في حال قيام إيكواس بتدخل عسكري في النيجر.

كما أن دولا جارة للنيجر من خارج إيكواس -في مقدمتها الجزائر- أعلنت رفضها التهديد بالتدخل العسكري.

تحد وتحذير

في المقابل، مع انتهاء مهلة مجموعة إيكواس مساء الأحد، تحدى قادة الانقلاب في النيجر تهديد المجموعة، وبدوا مصممين على عدم التراجع.

فقد أعلن الناطق العسكري لما يسمى المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر آمادو عبد الرحمن إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى إشعار آخر، مشيرا إلى تهديد المجموعة الأفريقية بتدخل عسكري.

وحذر عبد الرحمن من عواقب ما وصفها بأي مغامرة عسكرية أو تدخل من منظمة إيكواس في شؤون بلاده، وقال إن دولة أجنبية عظمى تعد لمهاجمة النيجر، ولم يتضح ما إذا كان الناطق العسكري يلمح إلى فرنسا التي تنشر نحو 1500 جندي بقاعدة في نيامي.

كما قال المجلس الوطني لحماية الوطن -الذي يقوده الجنرال عمر عبد الرحمن تياني- إن التحضير للحرب بدأ فعلا في دولتين وسط القارة.

وكان عدد من أعضاء المجلس شاركوا الأحد في تجمع حاشد بملعب رياضي في نيامي، وأكدوا أنهم لن يتراجعوا عن قراراتهم، وسيعملون على “تحقيق مطالب الشعب”.

كما أعلن أحد أعضاء المجلس العسكري الحاكم عبر التلفزيون الوطني أن القوات المسلحة في النيجر مستعدة للدفاع عن وحدة أراضي البلاد.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.