القاهرة- بعد جدل تعلق بما أبرزه الإعلام المحلي ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا من أحداث ترتبط بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر أدلى شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب بعدد من التصريحات حول هذه القضية التي حذر كثيرون من أنها قد تفتح بابا للفتنة بين مسلمي مصر وأقباطها.

وأبرزت صحيفة “صوت الأزهر” تصريحات للطيب حول العلاقة بين مكونات المجتمع المصري بالتزامن مع تهنئته لتواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد القيامة.

وتحدث الطيب في تصريحاته عما وصفها بـ”اختراقات” للمجتمع المصري مست المسلمين والمسيحيين، ومن نتائجها أن أصبح خطاب بعض المتشددين أسير “مظهريات” وشكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقي.

 

التضييق على غير المسلمين في المأكل

وأكد شيخ الأزهر في تصريحاته أن التضييق على غير المسلمين في مأكلهم ومشربهم خلال نهار رمضان بدعوى الصيام “سخف” لا يليق ولا يمت للإسلام من قريب أو بعيد.

وتساءل عن المسلم الذي لا يطيق رؤية زميلة المسيحي في العمل يأكل أو يشرب، أو مشاهدة مواطنين مسيحيين في المطاعم في نهار رمضان، كيف يطيق إفطار أطفاله الصغار غير المكلفين في نهار رمضان؟ أم أنه يُضيّق على أطفاله أيضا ويمنع عنهم الطعام والشراب؟

وكان الأسبوع الماضي قد شهد جدلا واسعا بعد إغلاق فرع لسلسلة مطاعم “كشري التحرير” عقب هجوم تعرض له المطعم عقب ادعاء سيدة مسيحية أنه رفض السماح لها ولطفلتها بتناول الطعام داخله قبل موعد الإفطار.

والكشري أكلة شعبية رائجة في مصر، وهي عبارة عن خليط من الأرز والمعكرونة والعدس والحمص، إضافة إلى بعض الصلصات والبهارات.

 

رسالات مختلفة ودين واحد

وقال شيخ الأزهر إنه لا توجد في القرآن أديان مختلفة، لكن توجد رسالات إلهية تعبر عن الدين الإلهي الواحد، وإن المسلمين درسوا في تراثهم أنه لا يجوز للمسلم مس التوراة والإنجيل دون طهارة.

وأكد أنه لا محل ولا مجال لأن يطلق على المسيحيين أنهم “أهل ذمة”، فهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، و”المواطنة” تعبر عن روح الإسلام وفلسفته.

وأوضح الطيب أنه لا يوجد في القرآن ولا في السنة النبوية ما يحرم بناء الكنائس، وأن ما يحدث من مضايقات عند بناء أي كنيسة هو ميراث عادات وتقاليد، وأن بناء مسجد أمام كنيسة والعكس نوع من التضييق المنهي عنه، مشيرا إلى أن الإسلام يساوي بين الدفاع عن المساجد والدفاع عن الكنائس ومعابد اليهود بالقدر نفسه.

ووجه شيخ الأزهر رسالة للشباب قائلا: لسنا وحدنا في هذا العالم، والعلاقة بين الأمم والشعوب أساسها التعارف والتعاون وليس الصراع أو حمل الناس على الإسلام بالقوة أو الإساءة إلى أديانهم وعقائدهم.

 

 

 

 

 

أحداث متتالية

وبخلاف أزمة “الكشري” شهد أبريل/نيسان الجاري عددا من الأحداث التي تمس العلاقة بين أطياف المجتمع المصري، منها مقتل كاهن كنيسة “السيدة العذراء” أرسانيوس وديد في مدينة الإسكندرية الساحلية بعد اعتداء شخص عليه بسكين.

كما نشرت جريدة “المصري اليوم” فتوى حول حكم بيع الطعام “للكافر” في نهار رمضان، وأثار نشر الفتوى جدلا واسعا في مواقع التواصل، قبل أن تنشر الجريدة اعتذارا عن نشر الفتوى، وتعد بمعاقبة من وصفتهم بالمتجاوزين.

وشهدت محافظة بني سويف واقعة ثالثة هي اختفاء سيدة مسيحية تدعى مريم وهيب (36 عاما) وابنتها الرضيعة، قبل أن تظهر في مقطع فيديو تعلن فيه إشهار إسلامها، ثم أعلنت صحف مصرية لاحقا عودة مريم وابنتها للكنيسة، وسط اتهامات متبادلة بشأن إغراء السيدة للدخول في الإسلام أو الضغط عليها للعودة إلى المسيحية.

 

 

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.