في 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل يبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الـ70 من العمر، وخلال سنوات عمره الـ70 تلك قضى بوتين 20 عاما رئيسا للدولة، إذ انتُخب رئيسا لأول مرة عام 2000.

وباستثناء الفترة بين عامي 2008 و2012 التي كان فيها حليفه ديمتري ميدفيديف رئيسا، يحكم بوتين من دون أي منافسة وبسلطات لا حدود لها. تستمر فترة حكم الرئيس بوتين الحالية حتى عام 2024، وقد استبق هذا التاريخ بإجراء تعديلات دستورية عام 2020 تسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2036، وسيكون عمره حينها 84 عاما.

دعا ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، إلى اغتيال الرئيس بوتين، ورأى أن هذا قد يكون الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي أشعلتها الحرب الروسية على أوكرانيا

وتختلف آراء المعلقين والمسؤولين في دول المعسكر الغربي في تصور الثمن الواجب على الرئيس الروسي دفعه بسبب شنه حربا يرونها غير مبررة على أوكرانيا.

وفي الوقت الذي يتحرك فيه مسار الغزو بصورة بطيئة عكس الخطط الروسية الأولية، كشف سير القتال حتى الآن سوء تقدير أجهزة المخابرات الروسية، والغربية كذلك، فيما يتعلق بقوة وتجهيزات وفعالية مقاومة الجيش الأوكراني.

كما أن هناك بلا شك أخطاء استخباراتية فيما يتعلق بتقدير قوة المقاومة المدنية والقبول الشعبي بالقوات الروسية، ويبدو أن أغلبية الأوكرانيين يرفضون الغزو الروسي لأراضيهم، وهذا ما لم يتوقعه الرئيس بوتين، وهو الابن البار لأجهزة المخابرات السوفياتية والروسية.

وقد جددت الحرب على أوكرانيا، والتي جاءت مخالفة للقانون الدولي ولتقاليد القارة الأوروبية، نظر الكثيرين من ممثلي النخب السياسية الأميركية والأوروبية إلى ضرورة التفكير في الإطاحة بالرئيس الروسي بوتين.

وقبل أيام وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي بوتين بأنه “مجرم حرب”، وقبل ذلك وصفه خلال خطاب حالة الاتحاد، والذي ألقاه بايدن يوم الأول من مارس/آذار، بأنه من الطغاة، وقال إن “الكثير من الطغاة يعتقدون أن العالم يتآمر ضدهم. إن المنعطف التاريخي الذي نعيشه الآن سيؤدي إلى تغيرات كبرى في العقد المقبل وهو أمر لا يحدث كثيرا”.

وتابع بايدن “هناك فرصة حقيقية للمحافظة على استقرار العالم وخفض التوتر فى أنحاء عدة بعد إفشالنا مخطط بوتين، ثمة تبعات سلبية كبيرة على روسيا جراء خطوة بوتين، غزو أوكرانيا، بينما يستفيد المعسكر الغربي منها”. وأضاف بلهجة حاسمة “هناك فرصة حقيقية أن يدفع بوتين ثمنا باهظا لهذا الغزو على المدى البعيد، وسيفشل فى نهاية المطاف”.

وبعد أيام من خطاب بايدن، دعا ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، إلى اغتيال الرئيس بوتين، ورأى أن هذا قد يكون الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي أشعلتها الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال غراهام في ظهور له على شبكة فوكس الإخبارية إن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الأمر هو أن يقوم أحد في روسيا بالتخلص من هذا الشخص، ستقدمون لبلدكم وللعالم خدمة عظيمة”.

ذكر وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة وعضو البرلمان البريطاني، جيمس هييبي، في مقابلة صحفية، أن “أيام بوتين ستكون معدودة إذا فشل في أوكرانيا، في وقت تراجعت فيه حملته العسكرية كثيرا عن جدولها الزمني المخطط لها”.

من جهة أخرى، فرضت واشنطن، وبالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين والآسيويين، عقوبات على الرئيس بوتين شخصيا والعشرات من كبار المسؤولين الروس، إضافة للمئات من كبار رجال الأعمال وأثرياء روسيا المعروفين بقربهم من دائرة الرئيس بوتين. وأدت العقوبات الغربية إلى خسارة كثير من الروس ثرواتهم إثر ذلك، كما انخفضت قيمة الروبل الروسي إلى مستويات قياسية أمام الدولار واليورو.

تهدف عقوبات الغرب إلى إظهار التكلفة المرتفعة لاستمرار الرئيس بوتين في الحكم، وتحاول العقوبات كذلك تسهيل تململ النخبة الروسية من تبعات قرار بوتين بشن الحرب على أوكرانيا.

تعتقد دوائر أميركية أنه دون دعم النخبة المالية والصناعية الروسية، يصعب على بوتين، من الناحية النظرية، استمرار سيطرته القوية على مفاصل الدولة الروسية. لكن يظهر التاريخ الحديث عدم تأثير العقوبات الدولية على قيادات الدول والأنظمة الاستبدادية، وإن كانت تؤثر وبشدة على شعوبها، تكفي نظرة على رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون اليوم، أو الرئيس صدام حسين رئيس العراق خلال تسعينيات القرن الماضي، أو حتى النظام الحاكم في كوبا خلال الـ60 عاما الأخيرة منذ نجاح ثورتها وفرض الكثير من العقوبات الأميركية عليها.

وبعيدا عن الدوائر الأميركية، طالبت مجلة الإيكونوميست، وهي أهم المجلات الأسبوعية في العالم، بأن يدفع الرئيس بوتين ثمنا لحربه، وأشارت الإيكونوميست إلى أن “الحقيقة البغيضة هي أن السيد بوتين شن هجوما غير مبرر على دولة مجاورة ذات سيادة. إنه مهووس بالتحالف الدفاعي الواقع غرب بلاده (الناتو). وهو يدوس على المبادئ التي يقوم عليها السلام في القرن الـ21، ولهذا السبب يجب على العالم أن يجعله يدفع ثمنا باهظا نتيجة عدوانه”.

وذكر وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة وعضو البرلمان البريطاني، جيمس هييبي، في مقابلة صحفية، أن “أيام بوتين ستكون معدودة إذا فشل في أوكرانيا، في وقت تراجعت فيه حملته العسكرية كثيرا عن جدولها الزمني المخطط لها”.

وقال هييبي، وهو رائد سابق في الجيش البريطاني، إن قوات بوتين لم تتمكن من الاستيلاء على المدن الرئيسية في أوكرانيا خلال الأسابيع الأولى من القتال على النحو المنشود، وهذا دليل كافٍ على عدم سير الخطط الروسية كما كان مخططا لها.

لا يُعرف عن روسيا دقة استطلاعات الرأي بها، لكن من الظاهر أن بوتين يتمتع بشعبية كبيرة بين الروس كرئيس قوي أسهم في استقرار البلاد، وتحسين مستوى معيشة المواطنين والمواطنات، بعد مرحلة عدم استقرار تحت حكم بوريس يلتسن.

لا أحد يعرف اتجاه سير القتال في أوكرانيا، ولا يعرف أحد ما يدور في عقل الرئيس بوتين، قد تحقق روسيا أهدافها خاصة مع إعلان الرئيس الأوكراني انفتاحه على فكرة حياد بلاده، وعدم الانضمام مستقبلا لحلف الناتو.

وعلى النقيض قد تغوص روسيا في مستنقع جديد طويل في أوكرانيا تطول معه فترة العقوبات المفروضة على روسيا بما يستحيل معه الحفاظ على مستوى المعيشة الذي عرفه الروس قبل الحرب.

أما إذا خرجت روسيا بهزيمة من مغامرتها في أوكرانيا، فسيكون ذلك إشارة لعدم بقاء بوتين رئيسا حتى 2036 كما كان يأمل.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.