أثارت قصة المناطيد وما وصفت بأنها “أجسام غريبة” أسقطتها الولايات المتحدة أخيرا، أسئلة كثيرة حول أساليب الحرب السرية بين واشنطن والصين، وما إذا كانت تشكل مناطيد التجسس مظهرها الوحيد.

وكشف الكاتب الفرنسي فانسون جوفير في مقاله بمجلة “لوبس” (L’Obs) الفرنسية أن الحرب السرية بين البلدين تأخذ أشكالا عديدة؛ تبقى المناطيد من بينها، مبرزا أن البلدين يستغلان كل الوسائل التقنية والبشرية لجمع المعلومات عن الخصوم.

وتحدث جوفير عن “التجسس التقليدي”، وقال إن البلدين يبذلان جهودا -بدون كلل أو ملل- لتجنيد عملاء يمدونهما بالمعلومات السياسية والعسكرية الحساسة عن الخصم وعن أي حليف مقرب منه.

بحر وأعماق

وقال إن القوى العظمى تبعث أيضا بسفنها المتطورة إلى مناطق قريبة من الخصوم لاعتراض الاتصالات، وجمع المعلومات.

وفي هذا السياق تأكد -على سبيل المثال- أن الصين بعثت لأول مرة سفينتها الضخمة “هايوانغ شينغ” إلى منطقة قريبة من المحطة الأسترالية للاتصالات، كما بعثت بسفينة “يوان وانغ 5” إلى سريلانكا للتجسس على الهند، حليفة الولايات المتحدة، خصمها اللدود.

وأوضح الكاتب الفرنسي أن القوى العظمى تركز أيضا على الأعماق، وبخاصة على كابلات الاتصالات الموجود في قاع البحر، حيث تركب آلات لجمع المعلومات، كما تضع أجهزة لكشف الغواصات المشبوهة التي تجول في المنطقة، مثلما تستخدم أيضا طائرات خاصة للكشف عن تلك الغواصات.

وتتوفر في الصين طائرات تجسس خاصة، بينها على سبيل المثال “واي-8” (Y-8)، في حين تتوفر في الولايات المتحدة عدة طائرات بينها “بوينغ بي-8 بوزيدون” (Boeing P-8 Poseidon).

سماء وفضاء

وأكد الكاتب أن الدول العظمى -وبينها الصين- جهزت أرضية قوية لعمل وكالات تجميع المعطيات الإلكترونية، واعتراضها وتحليلها، وتوجيهها ضد الخصوم، وحماية البلد من الهجمات السيبرانية المنظمة التي تستهدف أمنها واستقرارها.

وعلى مستوى الجو يضم الأسطول الصيني -كما الأميركي- طائرات تجسس خاصة بينها “شانشي واي-9 جيه بي” (Shaanxi Y-9JB)، إلى جانب مسيرات التجسس مثل “ووزن-7” (Wuzhen-7) التي بإمكانها أن تطير 10 ساعات على ارتفاع 20 كيلومترا.

وفضائيا، لدى البلدين عدد لا يحصى من الأقمار الصناعية الخاصة بالتجسس، وهي قادرة على تصوير المواقع بدقة واعتراض الاتصالات.

كما طورت بكين ومعها واشنطن ودول كبرى أخرى أسلحة قادرة على تدمير تلك الأقمار في الفضاء. أما بالنسبة لتكنولوجيا المناطيد، فهي مفيدة جدا لتكلفتها الرخيصة أولا، ولأن المنطاد بإمكانه -بفضل سرعته البطيئة- تصوير أكبر عدد من المناطق بدون مشاكل.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.