|

مرّت 8 أيام على وقوع زلزال كهرمان مرعش الذي ضرب مناطق عدة في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، وخلف عشرات آلاف القتلى والمصابين وخسائر مادية كبيرة، وما تزال أضراره تتكشف يوما بعد يوم.

ويحصي البلدان حتى اليوم حجم الخسائر التي خلّفها هذا الزلزال المدمر الذي بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس ريختر، ووصفه خبراء بأنه أسوأ كارثة إنسانية تعيشها المنطقة خلال 100 عام.

ووقع الزلزال عند الساعة 4:17 من فجر الاثنين 6 فبراير/شباط الجاري، وخلال دقائق قليلة دمرت شوارع بكاملها، وبدلت ملامح مدن، وتغيرت جغرافية المكان، وكانت 180 ثانية فقط كفيلة بتخلخل طبقات الأرض.

وما هي إلا سويعات حتى تكشف الظلام وتكشف معه ما أحدثته الهزة من أضرار، وتسارع عداد القتلى، حيث بدأ بالمئات وما لبث أن قفز إلى الآلاف ومن ثم عشرات الآلاف، وما تزال إحصاءات الضحايا لم تقفل بعد.

الدمار الهائل الذي طال نحو 10 ولايات تركية امتد ذاتُه إلى الشمال السوري، وتزامن مع منخفض جوي قارس البرودة، ونقص شديد في معدات البحث والإنقاذ، وزاد من معاناة السوريين المكلومين بويلات الحرب المستمرة منذ أكثر من 12 عاما.

أجبر الزلزال مئات الآلاف من الأتراك على المبيت في العراء، وأصبحت الحكومة ومعها جيش من المتطوعين راعية لأبسط حاجياتهم من أكل وشرب ووسائل تدفئة. وفي سوريا، أعاد الزلزال إلى الأذهان مشاهد النزوح بعد تدمير حلب وإدلب، لكن هذه المرة ليس بالبراميل المتفجرة.

وتقاطرت على تركيا قوافل المساعدات وفرق الإنقاذ، ولهجت الألسن بالدعوات وبصلوات المتضامنين.
في حين كان الشمال السوري أقلّ حظا، وأقلّ استقبالا للدعم، وهذا باعتراف الأمم المتحدة التي قالت إن المجتمع الدولي “خذل” السوريين.

وبعد مرور أسبوع، لم تتوقف عمليات الإنقاذ بحثا عن ناجين تحت الأنقاض، رغم تراجع الآمال في العثور عليهم.

ويرى البعض أن تركيا والشمال السوري بحاجة لسنوات طويلة أو ربما عقود للتعافي من آثار الزلزال، إلا أن الرهان يبقى على قدرة البشر العجيبة على المضي قدما ونفض الغبار.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.